أخبارالأرشيفمقالات

خالد أبو المجد يكتب: الأم التي أنجبت

الاستماع للخبر

إنتهت الدورة 36 من مؤتمر ومعرض جيتكس دبى للتقنية..أو بتعبير أكثر وضوحاً “إنفض المولد”، وكالعادة شاركت مصر فى تحمل عبء دعم عدد كبير من الشركات لم تكن ستنال فرصة العرض والإحتكاك بالعالمية إلا من خلال البرنامج الوطنى الذى ترعاه وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ممثلة فى ذراعها التكنولوجى “إيتيدا”.

إلى جانب الشركات رعت مصر ممثلة فى كافة قطاعاتها الحكومية والخاصة وغيرها وفداً إعلامياً كبيراً، ربما لا أبالغ لو وصفته بالأكبر عدداً والأعلى قيمة بين باقى الوفود المشاركة، وهذا من الأمور الصحية التي تبعث برسائل عدة على قمتها التأكيد على مدى التقارب والتآخى بين شعبى الدولتين العربيتين، ووصل هذا الإندماج إلى توجيه الرئيس التنفيذي لإيتيدا الدعوة لنائب حاكم دبى محمد بن راشد لحضور إفتتاح باكورة الثورة التكنولوجية المصرية – مدينتي أسيوط وبرج العرب الذكيتين – قبيل نهاية العام.

كل ماسبق أكثر من جيد، وكان من الممكن أن يصل إلى المرتبة الممتازة إذا أدى كل واجبه الوطنى المنوط به كما سعت رئيسة إيتيدا ونجحت فى إقتناص فرصة الموقف، إلا أن كثيرون -إلا مارحم ربى- ما أن وطأت أقدامهم أرض دبى حتى إنبهروا بالتقدم التكنولوجى الذى وصلت إليه، وإنطلقت من أقلامهم أبيات الشعر تشدوا بمحاسن دبى وتقدم دبى وتكنولوجيات دبى وحياة دبى، وأصبحت مصر – الأم والوطن – فى طى النسيان، ذهبت مع أضواء برج خليفة، وتراقصت ذكراها مع النافورة الراقصة، وتاهت فى زحمة شارع الشيخ زايد وعروض مول دبى، وأصبحت الصفحات ومواقع الأخبار والتواصل الإجتماعى تعج بآلاف الصور والتعليقات، وعبارات التحسر والندم على “العيشة واللى عايشينها” فى مصر مقارنة بكوكب دبى الشقيق.

يبدو أن الرسالة قد وصلت بالخطأ، أو أسيئ فهمها، فدبى وغيرها من المدن العربية وطن لكل الأشقاء، ولكن الهدف من التواصل الإعلامى – خاصة فى هذا التوقيت الحرج من عمر الوطن – هو التسويق لصناعة تكنولوجيا المعلومات المصرية فى جيتكس – وليس العكس – والأخذ بيد الشركات والهيئات المصرية ومتابعة وإبراز أخبارها، والتفنن فى توضيح تغير معالم الإستثمار فى مصر عقب الاستقرار الذى نالته عقب ثورة 30 يونيو 2013، والأمن والأمان الذى يعيش فيه المواطن المصرى وينعم به – وتحسده عليه شعوب عدة كانت يوماً من الأيام أوطان.

ومع السلاسة التي صاحبت التوقيع على تراخيص إتاحة خدمات الجيل الرابع، وحصول الشركة المصرية للاتصالات على ميزة تقديم خدمات المحمول، إضافة إلى تساوى فرص المنافسة للشركات العاملة فى السوق المصرية، وروح المشاركة فى العمل التي مرت بها مرحلة التوقيع كان من المفترض أن يصاحبها دعم وترويج لبناء مستقبل أفضل لأمنا..مصر.

الأم هي من أنجبت..وأشد ما يؤلم الأم هو جحود أبنائها، وإذا تنكر الأبناء لأمهم فمن ذا الذى يحنو عليها ويشد من أزرها ويربت على يديها.