مقالات

خالد أبو المجد يكتب: التحــــــــــــدى

الاستماع للخبر

سيبريا..تلك البقعة الجليدية الشاسعة، لم يكن يتجاوز تعداد سكانها المليون نسمة على الرغم من أنها تحتل 77 بالمائة من مساحة الاتحاد السوفيتي السابق، الأمر الذى شغل بال “ليونيد بريجينيف” الزعيم الروسى السابق، فكان التحدى منه أن عمل فى العام 1974على مد خطوط شبكة السكك الحديدية بشكل متشعب فى ربوعها، وأنشأ عدة محطات للقطارات فى مناطق نائية وعلى مسافات متقاربة..وكانت النتيجة الزحف السكانى إلى سيبريا، وزيادة التوطن بها، حتى وصل عدد السكان خلال عام إلى مايفوق 10 ملايين نسمة بنسبة 27% من جملة سكان الجمهورية..ونجح بريجينيف فى التحدى.

وفى العام 1977 قرر الرئيس الراحل محمد أنور السادات أن يخوض التحدى لتوسعة الظهير العمرانى للعاصمة، فأقدم على إنشاء مدينة السلام على أطراف القاهرة، وخلال عقدين من الزمن أصبحت المدينة مكتظة بقرابة 2 مليون نسمة..وكسب السادات التحدى.

واليوم – على مستوى القطاع التكنولوجى – يخوض عرس القطاع السنوى – معرض ومؤتمر كايرو آى سى تى –  تحدياً أكثر قوة، حيث تقرر إقامته بمركز مصر للمؤتمرات بالقاهرة الجديدة، على بعد عشرات الكيلومترات من مقره القديم والتقليدى بمدينة نصر بقلب العاصمة، وليس ذلك فحسب بل هناك تحدياً أكبر وهو عدم جاهزية المقر الجديد لإستقبال أى حدث الآن.

القائمون على المعرض أكدوا ثقتهم فى قدرة “الهيئة الهندسية” للقوات المسلحة -القائمة على التجهيز- على تسليم الموقع جاهزاً قبل الموعد المحدد لإطلاق المعرض ..هذا فيما يخص التحدى الثانى، أما فيما يخص التحدى الأول – الموقع – فأهمية الحدث توجب على الجميع عدم الاكتراث بالمسافة.

كايرو آى سى تى فى دورته هذا العام يخوض تحدى إثبات وتثبيت الوجود، يحمل على عاتقه مهمة وطنية عظيمة فى الترويج لمقره الجديد كمركز عالمى جديد ووليد للمؤتمرات، ومن هنا تبرز صعوبة التجربة وخطورة المغامرة، وتصريحات “أسامة كمال” تكتسى بالثقة، كلها تعطى مدلولاً بالأفضلية للموقع الجديد، المساحة المتاحة، سهولة الوصول، التنظيم المنتظر، والبنية التحتية.

من زاوية أخرى إنتهى منذ أيام منتدى شباب العالم الذى إحتضنته مدينة شرم الشيخ، والذى يعد أحد أنجح المؤتمرات التى نظمتها مصر، وغاية الأمل أن يكون كايرو آى سى تى مماثلاً، ولذلك نوصى بإتباع بعض عوامل التميز لمنتدى الشباب، من توفير للاتصال القوى بالانترنت “واى فاى”، وتوافر خدمات المحمول عبر منافذ لشركات الاتصالات، وتجهيز المركز الصحفى بعدد أكبر من أجهزة الكمبيوتر، وحبذا لو تم إطلاق تطبيق على الهاتف المحمول لمتابعة أجندة الجلسات وخريطة لمواقع الشركات.

WWW.ict-misr.COM